11 ديسمبر 2023 08:19 ص

لماذا يُستأنف الحوار الإستراتيجى بين القاهرة وواشنطن؟

الثلاثاء، 11 أغسطس 2015 - 12:00 ص

انعقد الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فى الثانى من أغسطس الحالى على مستوى وزراء الخارجية، فضلا عن مشاركة ممثلين لوزارات مثل التعاون الدولى والاستثمار والصناعة والتجارة، بما يصل لـ «المدى الاستراتيجى للحوار».

لاسيما بعد أن تصاعدت «التوترات المعلنة» فى العلاقات الثنائية بعد 30 يونيو 2013، مع الأخذ فى الاعتبار أن ثمة مسارات مختلفة عرفتها العلاقات الثنائية فى فترات زمنية مختلفة، والتى حفلت بلحظات كثيرة من الانسجام والتوافق، ولحظات أخرى من التوتر والخلاف، والتى نتجت عنها مصالح متوافقة أحيانا ومتعارضة أحيانا أخرى. وسواء كان الأمر هذا أو ذاك فإن ثمة ضرورة للحوار حول المصالح فى اتجاه دفع العلاقات الثنائية أو التعامل مع التحولات الإقليمية فى الشرق الأوسط، سواء الخاصة بطهران بعد الاتفاق النووى أو تمدد داعش.

وإذا كان هذا الحوار قد تأخر كثيرا، فإن وقته لم ينته بعد بين قوى عظمى دولية وقوى إقليمية كبرى، وإن كل دولة تتحرك فى الأساس فى ظل دوافع ترتبط بمصالحها الخاصة، فليس متصورا أن يكون هدف أى طرف هو تحقيق مصالح أطراف أخرى، وإذا فرض وحدث ذلك، فإنه يكون فى الغالب سلوك غير رشيد من جانب ذلك الطرف الذى – حسب التعبير الشائع- «لا يعرف مصلحته»، وتتجه القاهرة وواشنطن حاليا نحو المنافع المتبادلة، التى تتمثل فى إيجاد مصالح مشتركة ودرء تهديدات قائمة ومحتملة وتنحية قضايا خلافية، فى ظل بيئة إقليمية تفرز تهديدات، تدفع إلى تحديد سمات خاصة بالمصالح الوطنية، والتى لم يعد من الممكن التعامل معها بمنطق الثنائيات الحدية القائمة على وجود أصدقاء أو وجود اعداء، والتى كانت تستند فى تفسيراتها إلى نظريتى «الصراع الدولي» و«الأحلاف الدولية».

فى هذا الإطار، تخصص صفحة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية مقالتين مكملتين عن استئناف الحوار الإستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة، إحداهما للدكتورة إيمان رجب الخبيرة بوحدة الدراسات الأمنية بالمركز، والتى تؤكد ضرورة أن ينفذ الحوار إلى جوهر الأهداف والمصالح المشتركة ليكسبه قوة دفع، والمقالة الأخرى للدكتور معتز سلامة رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بالمركز، تكشف عن المتطلبات التى تمكن من احتواء الخلاف فى الرؤى بين الدولتين، سواء تجاه إصلاحات داخلية أو ملفات إقليمية. أضف إلى ذلك أن تعميق الحوار الإستراتيجى مرهون بألا يكون مقصورا على المؤسسات الرسمية وإنما يتطلب مشاركة أطراف من النخبة السياسية والثقافية والفكرية فى البلدين، بما يؤدى إلى ديمومة انعقاده وتوسعة قضاياه وشفافية حواراته.

 

كتب:د.محمد عزالعرب
الاهرام

اخبار متعلقه

الأكثر مشاهدة

التحويل من التحويل إلى