آثار
آثار مدينة القاهرة الاسلامية
الخميس، 25 يوليو 2019 - 12:00 ص

أنشئت مدينة القاهرة فى العصر الإسلامي على يد القائد جوهر الصقلى ، واضطلعت بدور مهم كمنارة من منارات الحضارة الإسلامية ، لذلك تزخر مدينة القاهرة بالعديد من الآثار والمزارات الباقية شاهداً على مكانة هذه المدينة وعمرانها فى العصور الإسلامية المتعاقبة .
ومن أبرز الآثار الإسلامية فى القاهرة :
جامع عمرو ابن العاص
وقد بني هذا الجامع سنة 21 هجريا الموافق 641 ميلاديا وكان عند إنشائه مركزاً للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر، ومن ثم بنيت حوله مدينة الفسطاط التي هي أول عواصم مصر الإسلامية، ولقد كان الموقع الذي اختاره عمرو بن العاص لبناء هذا الجامع فى ذلك الوقت يطل على النيل كما كان يشرف على حصن بابليون الذي يقع بجواره ، ولأن هذا الجامع هو أول الجوامع التي بنيت فى مصر فقد عرف بعدة أسماء منها الجامع العتيق وتاج الجوامع.
التخطيط المعماري للجامع :
المسجد في تخطيطه المعماري الأصلي يتكون من مساحة مستطيلة طولها نحو 45 متراً وعرضها نحو 27 متراً .
أحيط الجامع من جهاته الأربع بطريق ، و لم يكن له صحن ولا محراب مجوف ولا مئذنة وكان به منبر.
بنيت جدران الجامع الخارجية من الطوب اللبن وكانت خالية من الزخارف أما ارتفاع الجامع من الداخل فمن المرجح أنه كان حوالي ثلاثة أمتار مثل المسجد النبوي .
أجريت على جامع عمرو بن العاص عدة زيادات وإضافات خلال عصور إسلامية مختلفة وحتى عصرنا الحالي.
أما التخطيط الحالي للجامع : فإنه يتكون من مدخل رئيسي بارز يقع فى الجهة الغربية للجامع الذي يتكون من صحن كبير مكشوف تحيط به أربعة أروقة ذات سقوف خشبية بسيطة، أكبر هذه الأروقة هو رواق القبلة ، وبصدر رواق القبلة محرابين مجوفين يجاور كل منهما منبر خشبي، كما يوجد بجدار القبلة لوحتان ترجعان إلى عصر المماليك .
يوجد بالركن الشمالي الشرقي لرواق القبلة قبة يرجع تاريخها إلى عبد الله بن عمرو بن العاص، أما صحن الجامع فإنه يتوسطه قبة مقامة على ثمانية أعمدة رخامية مستديرة الشكل، وكانت نوافذ الجامع القديمة مزخرفة بزخارف جصية لا زالت بقاياها موجودة بالجدار الجنوبي، أما عقود الجامع فى رواق القبلة فإنها ترتكز على أعمدة رخامية ذات تيجان مختلفة استجلبت من عمائر قديمة .
مسجد احمد ابن طولون
وقد أنشأه أحمد بن طولون ليكون مسجدا جامعا للاجتماع بالمسلمين فى صلاة الجمعة وتبلغ مساحته حوالي ستة أفدنة ونصف وكان لنشأة ابن طولون فى العراق أثرها فى نقل الأساليب المعمارية العراقية إلى مصر فى عهده وظهور تلك المؤثرات على عمارة المسجد سواء من ناحية التصميم أو من ناحية التخطيط والزخرفة ، ويوجد بالرواق الشرقي جزء من لوحة رخامية تضمنت اسم المنشئ وتاريخ إنشاء المسجد مكتوبة بالخط الكوفي .
ويتكون المسجد من صحن مربع فى الوسط وهو فناء مكشوف مساحته حوالي 92 مترا مربعا وتحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة الذى يتكون من خمس بلاطات وكل من الأروقة الثلاثة الباقية يتكون من بلاطتين فقط .
ويحيط بالمسجد من الخارج زيادات من ثلاث جهات عدا حائط القبلة التي كانت تلاصقها دار الإمارة التي أنشأها أحمد بن طولون ومساحة المسجد بدون الزيادات هي 122.26 × 140.33، أما مساحة المسجد بالزيادات فتبلغ أبعاده 162.00× 162.46 متر .
والمسجد مبنى بالطوب الأحمر ، ويتوسط صحن المسجد فسقية داخل بناء مربع التخطيط تعلوه قبة محمولة على صفوف من المقرنصات .
محراب المسجد يكتنفة عمودان وهو على شكل تجويف نصف دائرى فى حائط القبلة وجدرانه من الفسيفساء الرخامية يعلوها شريط من الزخارف الزجاجية عليه كتابات بالخط النسخى ويرجع الى الأعمال التى تمت فى عهد السلطان لاجين المنصورى سنة ( 696 هـ - 1296 م).
وعدا المحراب الكبير توجد خمسة محارب جصية أخرى مرسومة على الجدران .
يبلغ ارتفاع مئذنة المسجد 40.44 مترا من سطح الأرض ، وينسب إنشاء هذه المئذنة الى السلطان لاجين المنصورى .
ونظام واجهة المسجد الخارجية مأخوذ من تصميم واجهة جامع عمرو بن العاص فى عهد عبد الله بن طاهر الوالى العباسي سنة 212 هـ .
وقد أجريت بالجامع عدة إصلاحات فى عصور مختلفة.
الجامع الازهر
من أشهر مساجد القاهرة ، بناه جوهر الكاتب الصقلي (إلياس الصقلي) قائد جند أبي تميم المعز لدين الله الفاطمي بعد عام من فتح الفاطميين لمصر، وبعد أن أنشأوا قاعدة ملكهم الجديدة مباشرة.
وفتح للصلاة في شهر رمضان عام 361هـ (حزيران - تموز سنة 972) وبني المسجد في الجنوب الشرقي من المدينة على مقربة من القصر الكبير الذي كان موجوداً حينذاك بين حي الديلم في الشمال وحي الترك في الجنوب.
سمي بهذا الاسم نسبة إلى السيدة الزهراء وهو لقب فاطمة بنت الرسول محمد (ص) التي سميّت باسمها أيضاً مقصورة في المسجد .
اهتمام الولاة والحكام بالأزهر الشريف :
وزاد كثير من ولاة الفاطميين في بناء المسجد وحبسوا عليه الأوقاف، نضرب مثلاً لذلك العزيز نزار (365-386هـ ، 976-996م) فقد جعله معهداً علمياً وأنشأ به ملجأً للفقراء يسع 35 شخصاً.
ويروى أن البناء الأول للمسجد كان به صورة طيور منقوشة على رأس ثلاثة أعمدة حتى لا يسكنه طير ولا يفرّخ به.
ولما جاء الحاكم بأمر اللَّه (386-411هـ ، 996-1020م) زاد في بناء المسجد وحبس الأوقاف عليه وعلى غيره من المساجد.
وفي عام 519هـ (1125م) أنشأ العامر فيه محراباً وحلاّه بالنقوش الخشبيّة. وقد زاد المستنصر والحافظ في بناء المسجد شيئاً قليلاً.
وتغيّر الحال في عهد الأيوبيين، فمنع صلاح الدين الخطبة من الجامع وقطع عنه كثيراً مما أوقفه عليه الحاكم. وانقضى نحو قرن من الزمان قبل أن يستعيد الجامع الأزهر عطف الولاة ووجوه البلاد عليه.
ولما جاء الملك الظاهر بيبرس زاد في بنائه وشجّع التعليم فيه وأعاد الخطبة إليه في عام 665هـ = 1266-1267م. وحذا حذوه كثير من الأمراء. ومنذ ذلك العهد ذاع صيت المسجد وأصبح معهداً علمياً يؤمه الناس من كل فجّ، ولقي الأزهر من العناية الشيء الكثير. وزاد في مجده أن غزوات المغول في المشرق قضت على معاهد العلم هناك، وأن الإسلام أصابه في المغرب من التفكك والانحلال ما أدى إلى دمار مدارسه الزاهرة.
وفي عام 702هـ (1302-1303م) خرّب زلزال المسجد، فتولّى عمارته الأمير سهاد ثم جددت عمارة الجامع في عام 725هـ (1325م) على يد محتسب القاهرة محمد بن حسن الأسعردي (من سعرد في إرمينيه). وحوالى ذلك العهد بنى الأميران طيبرس وأقبغا عبد الواحد مدارس بالقرب من الأزهر، إذ بنى طيبرس المدرسة الطيبرسنية عام 709هـ (1309-1310م) وبنى أقبغا عبد الواحد المدرسة الأقبغاوية عام 740هـ (1340م) وقد ألحقت هاتان المدرستان بالأزهر فيما بعد.
وقد جدّد الطواشي بشير الجامدار الناصري بناء المسجد وزاد فيه حوالى عام 761هـ (1360م) ورتب فيه مصحفاً، وجعل له قارئاً، ورتّب للفقراء طعاماً يطبخ كل يوم، ورتّب فيه درساً للفقهاء من الحنفية، وجدد عمارة مطبخ الفقراء.
وقد سقطت منارة الجامع عام 800هـ (1397-1398م) فشيّدها في الحال السلطان برقوق وأنفق عليها من ماله. وسقطت المنارة مرتين بعد ذلك (817هـ-1414م-1415 و827هـ -1423-1424م) وكان يُعاد إصلاحها في كلّ مرّة. وحوالى ذلك العهد أنشأ السلطان برقوق صهريجاً للماء وشيّد سبيلاً وأقام ميضأة.
وشيّد الطواشي جوهر القنطبائي المتوفى عام 844هـ (1440م) مدرسة بالقرب من المسجد.
وكان قايتباي أكثر الناس رعاية للجامع الأزهر في القرن التاسع الهجري، فقد أكمل ما زاده في بناء المسجد عام 900هـ (1494-1495م) أي قبل وفاته بوقت قصير. وكان له الفضل كذلك في إقامة منشآت للفقراء والعلماء. وبنى قانصوه الغوري آخر المماليك (906-922هـ ـ 1500-1516م) المئذنة ذات البرجين.
وفي العهد العثماني كان الفاتح سليم شاه كثيراً ما يزوره ويصلّي فيه، وقد أمر بتلاوة القران فيه وتصدّق على الفقراء المجاورين طلبة العلم الشرعي .
وتجدر بنا الإشارة إلى الزاوية التي أقيمت ليصلّي فيها المكفوفون وسمّيت بزاوية العميان، فقد بناها عثمان كتخدا القزدوغلي (قاصد أوغلي) في عام 1148هـ (1735-1736م).
وكان عبد الرحمن كتخدا المتوفى (عام 1190هـ-1776م) من أكثر الناس إحساناً إلى الأزهر. فقد بنى مقصورة وأحسن تأثيثها، وأقام قبلة للصلاة، ومنبراً للخطابة، وأنشأ مدرسةً لتعليم الأيتام، وعمل صهريجاً للمياه، وشيّد له قبراً دفن فيه.
ولم تكن النهضة في عهد محمد علي تعطف على الأزهر أوّل الأمر ولكن الخديويين في العهد الأخير بذلوا جهدهم للإبقاء على ما لهذا الجامع من مجد وصيت .
أقسام الأزهر وأروقته ومنشاته كانت بالأسماء الآتية:
1- الترك. 2- الشوام. 3- الكرد. 4- المغاربة. 5- البخارى. 6- الصعايدة. 7- الريافة (أهل الدلتا) أو المنايفة (أهل المنوفية) أو الشيخ الشنواتي. 8- البحاروة (أهل البحيرة). 9- الشيخ الباجوري. 10- المدرسة الإبتغاوية. 11- الفلاثة (أهل أفريقية الوسطى). 12- الشيخ ثعيلب. 13- الدناشرة (أهل دنوشرة وما جاورها). 14- ابن معمّر. 15- المدرسة الطيبرسية. 16- الشرقاوي. 17- الشبراخيتي. 18- الهنود. 19- البغدادية. 20- الدمنهوري. 21- البشابشة (أهل بشيبش وما جاورها). 22- الدكارنة أو الصليحية. 23- دارفور. 24- اليمنية. 25- البرابرة. 26- الجاوة. 27- العمارة الجديدة أو محمد المغربل. 28- السليمانية. 29-. عيسى أفندي. 30- الجبرتية.
ويقدّر عدد الكتب التي في الأزهر بنحو ثمانية ألاف مصنف تتضمن ألف مصنف هي عبارة 19 ألف مجلّد. و قد تطوّر هذا حتماً فيما بعد بشكل كبير.
جامع محمد علي
وقد ذكرت المصادر والمراجع المختلفة أنه ما أن أتم محمد على باشا إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي وفرغ من بناء قصوره ودواوينه وعموم المدارس رأى أن يبني جامعا كبيرا بالقلعة لأداء الفرائض وليكون به مدفنه .
وبدأ فى إنشاء الجامع سنة 1246هـ / 1830م واستمر العمل حتى وفاة محمد على باشا سنة 1265 هـ / 1848م ودفن فى المقبرة التى أعدها لنفسه بداخل الجامع .
التخطيط المعمارى :
التخطيط المعماري لجامع محمد على باشا هو عبارة عن مساحة مستطيلة تنقسم إلى قسمين :
القسم الشرقي وهو المكان المعد للصلاة.
القسم الغربي وهو الصحن وتتوسطه " فسقية " للوضوء ولكل من القسمين بابين أحدهما جنوبي والآخر شمالى .
ويمتاز جامع محمد على باشا بعدة مميزات معمارية وفنية جعلته متفردا: فمئذنتيه شاهقتين إذ يبلغ ارتفاعها حوالي 84 مترا فإذا أضفنا إليها ارتفاع القلعة المشيد عليها الجامع الذى يبلغ حوالى 80 مترا يصل ارتفاع المئذنتين إلى حوالي 164 مترا عن مستوى البحر ، كما أن عدد المشكاوات التى توجد بهذا الجامع هو 365 مشكاة بعدد أيام السنة لوحظ أنها تعزف ألحانا موسيقية فى حالة الهدوء ، كما تميز الجامع بظاهرة صدي الصوت الظاهر عند ارتفاع الأصوات داخل بيت الصلاة .
للمسجد باحة واسعة للصلاة وله قبة مبنية على الطراز العثمانى على ارتفاع 170 قدماً .
أما المقصورة التى دفن بها محمد على باشا فإنها تقع فى الركن الجنوبي الغربي للجامع وهى عبارة عن مقصورة نحاسية مذهبة جمعت بين الزخارف العربية والتركية والمصرية يتوسطها تركيبة رخامية بها قبر محمد على باشا .
محمد ابن قلاوون
التخطيط المعماري :
يتكون التخطيط المعمارى لجامع الناصر محمد بن قلاوون من مساحة تخطيطها مربع الشكل لها ثلاثة مداخل الأول منها وهو المدخل الرئيسى ويقع بالناحية الشمالية الغربية ويوجد فوقه لوحة تأسيسية من الرخام باسم الناصر محمد بن قلاوون مؤرخة بتاريخ البناء الأول وهو سنة 718 هـ / 1318م .
أما الباب الثانى فيقع فى الجدار الجنوبي الغربى وكان يتم الدخول منه إلى قصور الحريم السلطانية وهو مغلق حاليا ، أما الباب الثالث فيقع بالناحية الشمالية الشرقية ، وواجهات الجامع خالية من أى زخارف على غير عادة هذا العصر ويعلوها شرفات ، والجامع من الجوامع المعلقة إذ كان يوجد تحته طابق آخر مغلق حاليا .
أما تخطيطه من الداخل : فإنه على غرار الجوامع الأولى المبكرة إذ يتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يقع أمام محرابه قبة مجاز محمولة على أعمدة جرانيتية ضخمة وفوقه قبة مغطاة من الخارج ببلاطات من القشاني الأخضر، ويمتاز هذا الجامع بوجود الأعمدة الرخامية التى تحمل السقف وهى أعمدة من عصور مختلفة منها الفرعونية والبطلمية والرومانية أعيد استخدامها بروعة وبهاء وتحمل هذه الأعمدة عقود من الحجر المشهر أى باللونين الأحمر والأبيض ، وبالجامع من أعلى فتحات نوافذ كانت مغشاة بأحجبة جصية رائعة الجمال كما امتاز هذا الجامع بأن جدرانه كانت مزخرفة بالفسيفساء الرخامية الملونة ولا تزال بعض من أثار هذه الفسيفساء بكل من الجدارين الشمالي الشرقى والجنوبي الغربي . ويمتاز هذا الجامع بمئذنتيه الفريدتين بالنسبة لباقي مآذن القاهرة.
وقد أسس صلاح الدين هذه القلعة على ربوة من جبل المقطم، وأكمل بناءها أخوه الملك العادل عام 1208م، بهدف تأمين القاهرة ضد الغزوات المحتملة.
وقد وفق صلاح الدين تماماً في اختيار مكان القلعة، إذ إنها بوضعها المرتفع حققت الإشراف على القاهرة إشرافاً تاماً، لدرجة أن حاميتها كانت تستطيع القيام بعمليتين حربيتين في وقت واحد، هما إحكام الجبهة الداخلية وقطع دابر من يخرج منها عن طاعة السلطان، ومقاومة أي محاولات خارجية للاستيلاء على القاهرة.
ويعتبر السور الذي أقامه صلاح الدين حول القاهرة للدفاع عنها ضد أي اعتداء خارجي، من المنشآت الحربية المهمة التي أكملت دور القلعة في العصور الوسطى، وهو السور الذي تم اكتشافه مؤخراً، فبعد أن تولى صلاح الدين (1171 - 1193م) حُكم مصر اهتم بعمران المنطقة الواقعة خارج القاهرة الفاطمية بين باب زويلة وجامع أحمد بن طولون، وقسمها إلى خطوط عدة بينها خط الدرب الأحمر الذي لايزال يعرف بهذا الاسم حتى اليوم. ويتصدر هذه المنطقة جامع الصالح طلائع بن رزيك الذي يعتبر آخر أثر من عصر الفاطميين في مصر.
مقياس النيل بالروضة
يعد مقياس النيل بالروضة من أهم آثار الدولة العباسية، و قد عرف المصريون منذ أقدم العصور تشييد المقاييس في شتى أنحاء البلاد ليتعرفوا على ارتفاع النيل نظرا لعلاقته الوثيقة بري الأرض وتحصيل الخراج - و تشير المصادر العربية إلى العديد من المقاييس التي أنشئت بمصر بعد الفتح العربي.
وظيفة المقياس : هو معرفة كمية مياه النيل وبناء عليها يعرفون ما إذا كانت ستروى جميع الأراضي أم سيأتي موسم جفاف أو فيضان.
ويتكون المقياس من :
1- عمود رخامي مدرج ومثمن القطاع يعلوه تاج روماني يبلغ طوله نحو 17 ذراع، حفر عليه علامات القياس.
2- يتوسط العمود بئر مربع مشيد بأحجار مهذبة روعي في بنائها أن يزيد سمكها كلما زاد العمق، وعلى هذا شيد البئر من ثلاث طبقات : السفلى على هيئة دائرة، يعلوها طبقة مربعة ضلعها أكبر من قطر الدائرة، والمربع العلوي والأخير ضلعه أكبر من المربع الأوسط - وجدير بالإشارة أن سمك الجدران وتدرجه على هذا النحو، يدل على أن المسلمين كانوا على علم بالنظرية الهندسية الخاصة بازدياد الضغط الأفقي للتربة كلما زاد العمق إلى أسفل .
3- يجري حول جدران البئر من الداخل درج يصل إلى القاع .
4- يتصل المقياس بالنيل بواسطة ثلاثة أنفاق يصب ماؤها في البئر من خلال ثلاث فتحات في الجانب الشرقي، حتى يظل الماء ساكنا في البئر، حيث أن حركة المياه في النيل من الجنوب إلى الشمال وبالتالي لا يوجد اتجاه حركة للمياه في الناحية الشرقية و الغربية .
5- يعلو هذه الفتحات عقود مدببة ترتكز على أعمدة مدمجة في الجدران، ذات تيجان وقواعد ناقوسية .
6- ويرتكز العمود الأوسط على قاعدة من الخشب الذي لا يتأثر بالمياه و ذلك لتثبيته من أسفل .
النقوش و الكتابات الأثرية في هذا المقياس
في الجانب الشمالي والشرقي كتابات أثرية بالخط الكوفي.
في الجانب الجنوبي والغربي نقوش ترجع إلى أيام احمد بن طولون سنة 259 هـ.
مسجد الرفاعي
مسجد الرفاعي هو توأم مسجد السلطان حسن المواجه له وشبيهه فى الضخامة والارتفاع وإن كان فارق الزمن بينهما نحو 500 عام حيث أنشئ مسجد السلطان حسن سنة 1359م بينما شرع فى بناء مسجد الرفاعي سنة 1869م حيث أمرت بذلك خوشيار هانم والدة الخديوى إسماعيل ويمتاز هذا المسجد بدقة الصناعة وكثرة الزخارف وتبلغ مساحته 6500 متر مربع وينافس مسجد السلطان حسن فى الفخامة والعظمة والأبهة .
من الغريب أن هذا المسجد رغم تسميته بالرفاعي إلا أن الرفاعي الولى المعروف والعارف بالله لم يدفن فيه وإنما دفن بالعراق، ولعل سبب هذه التسمية أن المساحة التي يشغلها المسجد كان يحتل جزءاً منها زاوية تسمى زاوية الرفاعي دفن فيها بعض المشايخ من تلاميذ الرفاعي وأتباعه.
وقد اشترت خوشيار هانم أرض المسجد وعهدت إلى حسين فهمى باشا وكيل ديوان الأوقاف بإعداد مشروع لبناء مسجد كبير يلحق به مدافن لها ولأسرتها وقبتان للشيخين على أبى شباك ويحيى الأنصاري، ولظروف ما توقف العمل فى بناء المسجد منذ عام 1880 إلى عام 1905 إلى أن عهد الخديوى عباس حلمى الثانى إلى أحمد خيرى باشا مدير الأوقاف الخصوصية بإتمام المسجد وتم افتتاحه سنة 1912.
وقد توفيت خوشيار هانم سنة 1885 ودفنت فى هذا المسجد قبل إتمام بنائه كما دفن فيه أيضا العديد من أفراد أسرة محمد على مثل الخديوى إسماعيل سنة 1895 وثلاث من زوجاته توفين بعده كما دفن فيه السلطان حسين كامل سنة 1971 والملك فؤاد سنة 1936 ووالدته الأميرة فريال وابنه الملك فاروق سنة 1965 وشاه إيران سنة 1980.
اخبار متعلقه
ذكرى مرور 40 عاما على إنقاذ آثار النوبة من الغرق بمعاونة اليونسكو
الثلاثاء، 10 مارس 2020 - 10:19 ص
الآثار: ترميم مسجد سارية الجبل بقلعة صلاح الدين.. والانتهاء منه آخر العام الحالي
الأربعاء، 19 سبتمبر 2018 - 12:51 م
الآثار الاسلامية بالاسكندرية
الأحد، 04 أغسطس 2019 - 12:00 ص
الأكثر مشاهدة
العدد الأسبوعي 713
السبت، 03 يونيو 2023 06:18 م
الأداء الرئاسي خلال شهر مايو 2023
الخميس، 01 يونيو 2023 03:25 م
زيارة الرئيس السيسي إلي أنجولا
الأربعاء، 07 يونيو 2023 10:44 ص
