01 يونيو 2023 06:13 م

شيخ الأزهر خلال مشاركته بمؤتمر طرق السلام : تم تمرير صورة خاطئة عن الإسلام في العالم الغربي

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 - 09:13 ص

أكد شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أنه تم تمرير صورة خاطئة عن الإسلام في العالم الغربي.

وقال شيخ الأزهر - خلال مشاركته في مؤتمر طرق السلام في ألمانيا 10 / 9 / 2017 - إن السبب في كل ما يحدث هو تجارة السلاح في الغرب والذي أدى إلى نشوب صراعات دينية ومذهبية تؤدي إلى هذا الصدام الدموي .

وأضاف أن المسلمين قاموا بتطوير الثقافة اليونانية ، وقاموا بوضع الأسس المهمة للعلوم والفلك ، وقاموا بإعطاء الغرب الكثير من العلوم ، لافتا إلى أنه بدون الإسلام ،والمسلمين ما كان الغرب لهم أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه .

وأشار إلى أن المسلمين قاموا بإسهامات عديدة في الطب والفن والأدب ، وبعد ذلك تم تمرير صورة خاطئة عن الإسلام في العقل الغربي حيث تم إبراز ما يقوم به أشخاص غير طبيعيين من أفعال غير طبيعية ، وقاموا بإظهار البلدان العربية كما لو كانت بلدان لتقديم البترول فقط وتقديم المواد الأولية اللازمة للاقتصاد الغربي ، هذه الصورة تعد غير طبيعية وصورة مصطنعة لا تعكس الواقع الحقيقي للعالم الإسلامي ، ولا تعكس الثقافة العامة للمسلمين .

وشدد على أن العالم الإسلامي لديه القدرة على خلق وإظهار التعايش السلمي بين معتنقي الأديان الأخرى ، ولذلك فإنه من الضروري أن يجد العالم الإسلامي حظه كما وجده الغرب .

وتابع قائلا " اريد أن أطلق نظرة إلى عالمنا الإسلامي من وجهة نظر غربية حتى نرى المسافة التي تفصل بين القول والفعل ، إننا في العالم الشرقي والعالم العربي قمنا بمجهودات كبيرة للتحرر من الاستعمار الأجنبي وأساليبه السياسية والاقتصادية ، وفي هذا التوقيت الذي تحررنا منه أريد أن اطلب منكم أن لا تنظروا فقط إلى العالم الشرقي على انه مسرح للصراع السياسي وأن تتركوا الفقراء المساكين الذين لا يزالون يدفعون ثمن هذه الحروب الإقليمية والدولية والذين يحاربون بدلا من الآخرين .

وأضاف شيخ الأزهر، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب خلال مشاركته بمؤتمر طرق السلام، أن النقاط التي تتركز فيها الأمراض و الضعف الأخلاقي في مجتمعنا علاجها لا يقتصر على التقدم العلمي والتكنولوجي ، ولا يكمن في العقائد العلمانية فقط ، وإنما الحل يكمن في التفاهم والحوار والتحرك الدولي من أجل الإنسانية،ليقود عالمنا المعاصر.

وتابع الطيب قائلا "يجب علينا أن نعمل على أن يحل السلام على جميع الأديان على مستوى العالم لافتا في الوقت ذاته إلى أنه لن يكون هناك سلام في العالم إن لم يكن هناك سلام بين الأديان".

وأكد الطيب رغبة الأزهر في التعاون مع منظمة طريق السلام الأخضر من أجل إحلال السلام ، موضحا أنه قادم بالسلام كشخص مسلم يمد يده إلى الجميع مهما كانت الديانة ، داعيا في الوقت ذاته جميع الأديان إلى اتخاذ هذه الخطوة.

وأشار الطيب إلى أن الأزهر قام بمجهود كبير للدعوة إلى السلام .

وأدان ما يَحْدُث اليَوْم لمواطنِي الرُّوهِينجا من المسلمين من إبادةٍ جماعيَّةٍ وتَهجيرٍ قَسْريٍّ، وعَجَزَ المُجتمع الدوليِّ عن إنقاذهم مِمَّا يَعْلَمه الجميع ومِمَّا تنقِلَه لنا شاشات التِّلفَاز ومواقع التواصل الاجتماعي من مآسٍ يئن لها ضميرُ الإنسانيَّة إن كان قد بقي للإنسانية ضمير في الشرق أو الغرب.

ومن جانبها،أكدت ميركل - خلال المؤتمر - على أهمية إعلاء قيم التسامح بين الديانات المختلفة وحرية العقيدة والحوار بهدف نبذ الحروب والصراعات، قائلة "للأسف مازال الدين يستخدم كذريعة للعنف وليس للسلام والتسامح، ولابد أن نقيم حوارا من أجل القضاء على العنف والصراعات، وأن نتحاور مع بعضنا البعض وليس ضد بعضنا البعض وهو الطريق الوحيد للتعايش السلمي".

وأضافت أن "الحوار يفتح الأبواب ويجعل هناك تطور وتغيير للمفاهيم إلى الأفضل وإلى البحث عن نقاط الالتقاء والتفاهم والتعايش السلمي".

وذكرت ميركل، أن "الاختلاف بين الأشخاص من طبائع الأمور، ولكن لابد أن نتعلم كيف نعيش ونتقبل بعضنا البعض، لقد اكتسبنا نحن الأوربيون خبرتنا بعد الحرب العالمية الثانية، واعتدنا أن نثق في بعضنا البعض، وتعلمنا من أخطائنا، واستطعنا أن نبني الاتحاد الأوربي ونتعاون معا".

وتابعت "نحن نواجه تحديات مثل المناخ والعولمة والهجرة غيرالشرعية، وإذا أردنا أم لم نرد فنحن نتحمل مسئولياتنا تجاه الأخر ولا يمكن أن نضع أنفسنا في منأى عن الأزمات الموجودة في أوكرانيا أوأفغانستان أوالعراق أوسوريا أوالإرهاب أوبوكو حرام في إفريقيا بل لابد أن نتحمل مسئولياتنا ونجد الحلول ونتعاون معا".

وتحدثت ميركل عن مسئوليات أوروبا عن الجارة القريبة "إفريقيا" والتعاون معها عن طريق دفع الاستثمارات إليها من أجل تطويرها وتقديم الإمكانيات من تدريب وتقديم التكنولوجيا والدعم اللوجستي والمادي ولكن هذا يحتاج أيضا إلى الإرادة من جانب إفريقيا.

وشددت المستشارة الألمانية، على أن ذلك لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع دون إقرار السلام، وإنهاء الصراعات وإقرار الديمقراطية والحرية وإنهاء الصراعات والتغلب على الأزمات واستقرار الدول.

وتابعت "إذن إن الاستقرار والأمن هو حجر الأساس لتطور القارة الإفريقية ومكافحة الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا والبحر المتوسط وإنقاذ أرواح المهاجرين غيرالشرعيين".

واختتمت ميركل، بأن السلام والتعايش السلمي مسؤلياتنا جميعا ولابد أن نبدأ من هنا إقرار مبادىء السلام وإعلاء قيم التسامح بين الشعوب.

10 / 9 / 2017

أ ش أ

 

اخبار متعلقه

الأكثر مشاهدة

التحويل من التحويل إلى