أخر الأخبار

×

أخر الأخبار

29 مارس 2023 06:11 ص

المســـرح القـــومــــي

الإثنين، 20 أبريل 2020 - 09:33 م

عندما تضاء أنواره ..تضاء معها أنوار العقول...هو المسرح القومي ذلك الصرح العظيم الشاهد على تاريخ المسرح في مصر ومازالت خشبته تحمل آثار أقدام عمالقة الفن.

تاريخ انشاؤه:

في بداية الأمر .. كان  يسمى "مسرح وتياترو الأزبكية" ..

-  كانت البقعة التي أنشأ فيها المسرح القومي أي حديقة الأزبكية عبارة عن بركة تعرف باسم بركة الأزبكية نسبة إلى الأمير أزبك اليوسفي المملوكي...فى عام 1870 أمر الخديوى إسماعيل حاكم مصر بتحويل بركة الأزبكية إلى حديقة غناء على غرار حديقة لوكسمبورج بباريس حتى أنه استورد نفس أنواع وأعداد الأشجار الموجودة بالحديقة الباريسية..وتم افتتاحها رسميا عام 1872.

 وعلى مقربة من حديقة الأزبكية أنشأ اسماعيل المسرح الكوميدى (مبنى المطافى حالياً) ودار الأوبرا الملكية عام 1869 وأعدها لاستقبال ضيوف قناة السويس كما أنشأ فى الحديقة مسرحا صغيراً، والذى شغله مسرح يعقوب صنوع رائد المسرح المصري، وكان بمثابة أول مسرح وطنى، ليقابل ويواجه مسرح الطبقة الاستقراطية كما كان هذا المسرح مقصد الفرق الأوروبية التى تفد على مصر لتقدم عروضها للأجانب المقيمين فى مصر، كما تم به عرض للفانوس السحرى عام 1881 والعديد من العروض المسرحية والسحرية .

- عام 1917 شهد تحول آخر في تاريخ " مسرح الأزبكية " .. تأسست شركة ترقية التمثيل العربى (جوق عبد الله عكاشة وأخوته وشركاهم) وذلك باتفاق كل من عبد الخالق باشا مدكور وطلعت حرب وزكى وعبد الله عكاشة وقامت الشركة بتأجير مسرح الأزبكية لمدة 50 عاماً بإيجار سنوى وقدره 12 جنيها بموجب عقد يسمح للفرقة بتجديد بناء المسرح وتم طرح أسهم الشركة للاكتتاب حتى وصل رأس المال إلى 8000 جنيه لتغطى تكلفة البناء الجديد .

شيد "تياترو حديقة الأزبكية" عام 1920 فى نفس موقع تياترو الأزبكية القديم من حديقة الأزبكية جنوب شرق الحديقة وهو الجزء الذى يطل على ميدان العتبة وشارع البوسطة ومنصته ناحية الميدان ومدخله من مركز الحديقة ناحية الشمال الغربى وقد تم افتتاحه رسميا للجمهور الأول من يناير لعام 1920.

لم ترق فرقة عكاشة للمستوى المرجو منها في دعم المسرح الجاد فمنيت بخسائر مادية عالية فلم يقدم زكي عكاشة المهارة الفنية المرجوة وذلك أدى لتراجع الاقبال على عروض المسرح والذي تم تاجيره في معظم الاوقات للفرق الاجنبية لتقديم عروضها .

- في عام 1934 وعلى أثر تدهور حالة المسرح وقلة الحضور استأجرت شركة مصر للتمثيل والسينما المسرح لتقدم عروضها السينمائية به وسعت لتصفية شركة التمثيل العربي ونقلت حقوق الامتياز لها في مقابل 35000 جنيه وتم اعداد الحديقة الامامية لتكون سينما صيفية وتم تجهيزها بالمعدات الحديثة لذلك .

- في عام 1935 أسست وزارة المعارف الفرقة القومية برئاسة الشاعر خليل مطران وقد سمي المسرح على اسم الفرقة سنة 1958 .

وفي بداية تأسيسها اتخذت الفرقة من مسرح دار الأوبرا مكانا لعروضها وذلك حتى 1941 والتي تم الاتفاق فيه مع شركة مصر للتمثيل والسينما على أن تقدم الفرقة عروضها على مسرح حديقة الازبكية وذلك بعد ضمها لوزارة المعارف والتي كانت تتبعها شركة مصر للتمثيل والسينما في نفس الوقت .

- في عام 1960 أُجريت تعديلات جوهرية في مبنى المسرح، وفي عام 1983 تمت تجديدات للمسرح والتي وصلتنا صورتها المعمارية حاليا وتلك المرة شملت تجديدات في شكل المسرح خارجيا وتعديلات داخلية في المسقط الافقي.

تصميم المسرح وطرازه المعماري :

تصميم المسرح وتنفيذه يرجع إلى المهندس فيروتشى الإيطالى الجنسية، والذى كان يشغل منصب مدير عام المبانى السلطانية فى ذلك الوقت وقد صمم المسرح من الداخل على التصميم المعمارى الذى كان سائدا فى ذلك العصر من ناحية الصالة البيضاوية على هيئة حدوة فرس وكان تصغيراً لتصميم مسرح الأوبرا الملكية المصرية.

ويغلب على تصميم المسرح الطابع العربي ويرجع الفضل إلى اختيار هذا الطراز إلى طلعت حرب والذي أنشأ في نفس العام بنك مصر على نفس الطراز والزخرفة المعمارية العربية.

ويتكون من قاعة كبيرة تحمل اسم جورج أبيض أحد رواد المسرح المصري في الأربعينيات، فضلا عن قاعة صغيرة تحمل اسم المخرج المسرحي والممثل عبد الرحيم الزرقاني. وقاعة صغيرة خاصة بالملابس وأجهزة الإضاءة ، ومكاتب إدارية خاصة بهيئة رئاسة المسرح، ومسرح الشباب أيضا.

مدراء المسرح القومي :

كان الشاعر خليل مطران أول مدير للمسرح وتلاه عدد كبير من الأساتذة على رأسهم جورج أبيض ويوسف وهبى، وفى فترة الثورة تولى رئاسة المسرح أحمد حمروش وآمال المرصفى وكانا من أهم المديرين رغم كونهما من الضباط الأحرار ولكن قدما خدمات مهمة للمسرح، ثم جاء بعد ذلك مخرجو الستينات الكبار منهم نبيل الألفى، وسيدة المسرح العربى الفنانة سميحة أيوب، وحمدى غيث، وسعد أردش، وكرم مطاوع، بالإضافة إلى الفنان محمود ياسين الذى قدم مجهوداً مميزاً، وكان من أبرز المديرين فى تاريخ المسرح ».

القيمة الفنية للمسرح :

وعلى مدار عمر المسرح تم تقديم مجموعة من أعمال المؤلفين العالميين والعرب، وحتى المؤلفين المحليين، فتم تقديم أفضل عروض لـموليير وشكسبير، بجانب وجود عدد من الممثلين المهمين فى تاريخ المسرح قد لا يكونون معروفين بهذا القدر فى السينما مثل عفاف شاكر شقيقة الفنانة شادية، ومن نجوم المسرح أيضاً نادية السبع، وملك الجمل ونعيمة وصفى ».

وهناك خمسة مخرجين أجانب قدموا عروضاً على خشبة المسرح منها (أنطونيو وكليوباترا) لمخرج إنجليزى.

ومن أبرز الاعمال:

ü      (أهل الكهف)لنص توفيق الحكيم مع إخراج زكى طليمات.

ü       أوبريتات مهمة حققت نجاحاً مثل (يوم القيامة، وشهرزاد)، فضلاً عن عروض ثورية قدمت لتعبر عن روح ثورة يوليو.

وتألق عمالقة تمثيل المسرح على خشبته وفي مقدمتهم سيدة المسرح العربي الفنانة سميحة أيوب ،ويوسف بك وهبي، وعبد الله غيث ، وحمدي غيث ، وشفيق نور الدين ، وحمدي أحمد ، وغيرهم.

حريق المسرح القومى عام 2008 ..

شب حريق في صالة العرض بالمسرح القومى مساء يوم 27 سبتمبر 2008 ما ألحق أضرارا بالغة بجميع عناصر المبنى، وبعد رفع مخلفات الحريق قررت وزارة الثقافة إجراء مشروع ترميم وتطوير متكامل للمسرح القومى ليعود وبقوة لأداء دوره في الحياة الفنية وبتجهيزات وامكانات القرن الحادى والعشرين.

استغرقت أعمال ترميمه 6 سنوات، وبلغت تكلفة ترميمه حوالى 104 ملايين جنيه.






المصادر :

- كتاب (حكاية المسرح القومى.. منارة الفكر والإبداع) للباحث المسرحي عمرو دوارة.

- الصفحة الرسمية لوزارة الثقافة المصرية.

- موقع بوابة الأهرام

اخبار متعلقه

الأكثر مشاهدة

التحويل من التحويل إلى