مجلس الشيوخ
مسيرة أشهر رؤساء مجلس الشورى المصري
الأربعاء، 22 يوليو 2020 - 12:55 م

بدأت حياة مجلس الشيوخ المصري في عام 1824م عندما أنشأ محمد علي المجلس العالي ثم مجلس المشورة، وتطورت مسيرته في عهد الخديوي إسماعيل بمجلس شورى النواب ثم مجلس شورى القوانين في عهد الخديوي توفيق.
المرحلة الثانية كانت مع الدستور الأشهر في حياة مصر النيابية دستور 1923م الذي نص على تشكيل مجلس الشيوخ، وأخذ بمبدأ المساواة في الاختصاص بين غرفتي البرلمان.
أما المرحلة الثالثة فكانت مع دستور مصر الدائم دستور 1971م الذي جاء ليؤسس مجلس الشورى عام 1980م، واستمر حتى ثورة 25 يناير 2011م.
أما حاليا، أصدر رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي يوم 02-07-2020، قانون تنظيم مجلس الشيوخ الجديد رقم 141 لسنة 2020م، والذي جاء إعمالًا للتعديلات الدستورية المستحدثة مؤخرًا على أحكام دستور 2014 في 2019م.
في ظل الجولة الموجزة السابقة نستعرض في السطور التالية قراءة في سيرة ومسيرة أشهر الشخصيات التي تولت رئاسة مجلس الشيوخ وتم اختيار الرؤساء الذين حققوا ألقاب الأوائل في حياتهم مثل أول رئيس لبرلمان مصر، وأول من حمل لقب سلطان في مصر ...
(1)
إبراهيم باشا.... ثاني حكام مصر من الأسرة العلوية
"سلام علي إبراهيم قاد جيشه من نصر إلى نصر".. هذه العبارة التي تتفق مع الواقع والتاريخ نجدها محفورة بقاعدة تمثال إبراهيم باشا في ميدان العتبة بوسط القاهرة مصحوبة بقائمة للمعارك الحربية التي خاضها بتواريخها.
أكبر أنجال محمد علي، اعتبره مؤرخون بأنه ساعد ابيه الأيمن في فتوحاته ومشروعاته جاء إلى مصر في ٢٨ أغسطس ١٨٠٥م، وكان عمره، آنذاك، 16 عامًا، درس النظم العسكرية على يد سليمان باشا الفرنساوي.
تولي مناصب متعددة ومسيرة حياته حافلة كانت البداية في 28 يناير 1805م، حيث عُيِّن حاكمًا على القلعة فور وصوله إلى مصر مع أسرته، وكانت المحطة الثانية في ١٣ ديسمبر عام ١٨٠٧م عاد إلى مصر من إسطنبول، وتولى منصب وزير المالية، وفي أبريل من العام التالي تولى حكم الصعيد، وجمع بين هذا المنصب ومنصب الوزارة.
في عام 1813م، شغل منصب مأمور مساحة القطر المصري، وبناء على توجيهات والده قام بحصر الأراضي الزراعية، وقام بإعداد دفاتر مساحة تعد من أهم أعمال محمد علي باشا العمرانية، ثم جعله محمد علي قائدًا للجيش المصري في الحرب الوهابية (١٨١٦–١٨١٩)؛ وحقَّق نجاحًا كبيرًا.
المنصب الذي يهمنا في سياق تناولنا لرؤساء المجالس الاستشارية المصرية هو ترأسه مجلس المشورة عام ١٨٢٩م، وكان من اختصاصاته البحث في مسائل الإدارة المدنية والعسكرية.
انعقد مجلس المشورة لأول مرة فى قصر إبراهيم باشا القصر العالي في جاردن سيتي وبرئاسته، وكان عدد أعضاء المجلس 156 عضوًا منهم 33 من كبار الموظفين والعلماء و24 من مأمورى الأقاليم و99 من كبار أعيان القطر المصري.
منحه السلطان العثماني ولاية جدَّة وملحقاتها ومشيخة الحرم المكي والمدينة المنورة.
كما تولّى قيادة القوات المصرية في حرب اليونان وحرب الشام، وانتصر في معارك عديدة، واستطاع دخول دمشق وانتصر على العثمانيين في معركة قونية، في ٢ سبتمبر عام ١٨٤٨م صدر فرمان من الباب العالي بتوليه حكم مصر؛ نظرًا لمرض محمد علي.
بعد توليه الحكم منح الأطيان الزراعية لمن يريد زراعتها، وأعفاها من الضرائب، إذا كانت تحتاج إلى إصلاح، وأنشأ بنك التسليف الزراعي لتوفير السلفيات اللازمة لزراعة الأرض.
أدخل إصلاحات في نظام المحكمة التجارية، وكان يفضل حرية التجارة على نظام الاحتكار. زاد عدد الحصون في عهده إلى خمسة وعشرين حصنًا، واهتم باستكمال تحصينات الإسكندرية وتزويدها بالجنود والأسلحة. كما أمر بتمهيد طريق عسكري من الإسكندرية إلى أبي قير ورشيد لنقل الجنود والأسلحة إلى الحصون، وضع خطة خاصة بإنشاء مدارس حكومية في المدن الرئيسة؛ وفقًا للنظام المتبع في مصر. توفي في ١٠ نوفمبر عام ١٨٤٨م.(2)
إسماعيل راغب باشا... رئيس أول برلمان مصري
وُلد في 18 أغسطس 1819م. جاء إلى مصر كمملوك لإبراهيم باشا عام 1830م. نبوغه وتميّزه في تحصيل العلوم جعله متقدمًا في صفوف المماليك، وذاع صيته بين القادة؛ فحصل على ترقية من محمد علي باشا إلى رتبة ملازم أول، ثم تولى رئاسة قلمي المحاسبة والإيرادات بعد إنهاء دراسته العُليا بعامين في عام 1836م.
بدأت رحلته مع تولي المناصب النظارية (الوزارية)، فترأس نظارة المالية والجهادية، وانتُدب لنظارة الداخلية عام 1864م، ثم عُين ناظرًا لها عام 1865م، ولم تتوقف رحلة الشاب عند النظارة فقط، بل امتدت لرئاسة مجلس النواب في 25 نوفمبر 1866م حتى 24 يناير 1867م. وفي ظل رئاسته تكفل بمشاركة شريف باشا بتكلفة ترجمة الدساتير واللوائح الأجنبية الخاصة بالمجالس الأوروبية، للاستفادة منها في تنقيح لوائح مجلس النواب المصري، وقام بهذه الترجمة الكاتب والصحفي السوري أديب إسحاق، بعدها تولى للمرة الثانية نظارة الداخلية عام 1867م، وكان رئيسًا للمجلس الخصوصي عام 1868م، فناظرًا للزراعة والتجارة عام 1875م.
لم يطل بـ "راغب" في المجلس؛ إذ سرعان ما تركه في 24 يناير 1867م، ليغيب عن المناصب المهمة حتى تُسند إليه مهمة تشكيل وزارته الأولى في 1 يونيو 1882م حتى 21 أغسطس 1882م.
(3)
حسين كامل.. أول من حمل لقب سلطان
وُلد في ٢١ نوفمبر عام ١٨٥٣م بمحافظة القاهرة، تلقّى تعليمه في مدرسة المنيل، ثم سافر إلى فرنسا عام ١٨٦٨م، عاد إلى مصر مع افتتاح قناة السويس، وكان مترجمًا للإمبراطورة "أوجيني".
تولى منصب مفتش عام أقاليم الوجهين البحري والقبلي عام ١٨٧٢م، ثم نظارة الأشغال العمومية، ثم نظارة المالية؛ فرئاسة الجمعية العمومية ومجلس شورى القوانين، تولى حكم مصر عقب إعلان الحماية البريطانية في ١٩ ديسمبر عام ١٩١٤م .
من أهم إنجازاته:
-أنقذ البلاد من فيضان النيل باتخاذ كافة الاحتياطات لتأمين الجسور وتقويتها.
-أول مَن أنشأ المعارض الزراعية في مصر.
-أنشأ السكك الحديدية التي ربطت حلوان بالعاصمه.
-قرر صرف مكافآت التفوق للطلاب النابغين، مما أدى إلى زيادة حِدة التنافس العلمي بين الطلاب، وارتفاع مستوى العملية التعليمية، أسس مدارس الأطفال العسكرية بالقاهرة والإسكندرية.
-أول حاكم مصري تُضرب النقود باسمه، بعد زوال السيادة العثمانية.
لم يدم حكم السطان "حسين كامل" سوى سنتين وتسعة أشهر، حيث أودى المرض بحياته، وذلك في أكتوبر 1917م.
(4)
عدلي يكن باشا.. أول مَن أنشأ المدارس الحكومية
وُلد "عدلي يكن" في مصر يوم 24 يناير عام 1864م، وهو من أصول تركية ألبانية، وتولى رئاسة وزراء مصر ثلاث مرات بين أعوام 1921م و1930م، وكان وزير المعارف قبلها، أسس حزب الأحرار الدستوريين في أكتوبر 1922م.
من أهم أعمال التي قام بها أثناء توليه؛ منصب وزير المعارف، أنه جعل اللغة العربية هي اللغة الأساسية في التعليم الابتدائي والثانوي، وأقدم على اتخاذ الخطوات الأولى لإنشاء جامعة حكومية، وأقام أول مدارس لرياض الأطفال عام 1918م، والمدارس الابتدائية الحكومية، كما أنشأ في عام 1918م مدرسة لتخريج مدرسين للغة الفرنسية والعلوم، عُرفت باسم "المعلمين التوفيقية".
شكّل عدلي يكن وزارته الأولى في (16 مارس 1921م)، وأثناء عمله رئيسًا للوزراء عام 1921م، شارك في المفاوضات مع اللورد كورزون وزير الخارجية البريطاني لحصول مصر على استقلالها. وفشلت المفاوضات؛ فقدم استقالته من الوزارة، وكان من مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين، وتولى رئاسته (29 أكتوبر 1922م - 17 يناير 1924م).
شكّل وزارته الثانية من (7 يونيو 1926م - 1921 أبريل 1927م)، واحتفظ فيها بمنصب وزير الداخلية، وهي الوزارة الائتلافية الأولى التي تكونت من الوفد والأحرار الدستوريين، ولكنه استقال منها لرفض مجلس النواب اقتراحًا بشكر الوزارة على سياستها في تعضيد بنك مصر، واختلافهما في بعض بنود الميزانية، ترأس وزارته الثالثة من (3 أكتوبر 1929م - 1 يناير 1930م)، واحتفظ فيها بمنصب وزير الداخلية أيضًا، وعُين رئيس مجلس الشيوخ من (3 يناير 1930م - 15 أكتوبر 1930م). توفي عدلي يكن في باريس في 22 أكتوبر 1933م.
(5)
محمد حسين هيكل باشا.. مؤلف أول رواية عربية متكاملة
وُلد محمد حسين هيكل في 20 أغسطس 1888م بمحافظة الدقهلية، تخرج في مدرسة الحقوق سنة 1909م، سافر باريس؛ ليتم دراسته في الحقوق، ويحصل على إجازة الدكتوراه. واغتنم "هيكل" فرصة وجوده في فرنسا، فالتحق بمدرسة العلوم الاجتماعية العالية، وحصل فيها على دراسات مختلفة، وظلَّ هيكل في باريس ثلاث سنوات حصل في نهايتها على درجة الدكتوراه في الحقوق من جامعة باريس 1912م عن دَيّن مصر العام.
عاد هيكل من باريس، واشتغل بالمحاماة في مدينة المنصورة فترة قصيرة، ثم تركها بعد اختياره للتدريس في الجامعة سنة 1917م، ولم ينقطع طوال عمله عن ممارسة العمل الصحفي، وكتابة المقالات السياسية والفصول الأدبية في جريدة الأهرام، وجريدة الجريدة صحيفة حزب، استقال من الجامعة سنة 1922م، وتفرَّغ للعمل السياسي، وترأس تحرير جريدة السياسة، ثم تولى رئاسة تحرير جريدة "السياسة الأسبوعية" سنة 1926م.
عُيّن وزيرًا للمعارف في الوزارة التي شكلَّها محمد محمود باشا سنة 1938م، لكن حياتها كانت قصيرة؛ فاستقالت في السنة التالية، ثم عاد وزيرًا للمعارف للمرة الثانية سنة 1940م في وزارة حسين سري، وظلَّ بها حتى سنة 1942م، ثم عاد وتولى هذا المنصب مرة ثالثة في سنة 1944م، وأضيفت إليه وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 1945م.
اختير سنة 1941م نائبًا لرئيس حزب الأحرار الدستوريين، ثم تولى رئاسة الحزب سنة 1943م، وتولى رئاسة مجلس الشيوخ 1945م وظل يمارس رئاسة هذا المجلس التشريعي أكثر من خمس سنوات أرسى خلالها تقاليد دستورية أصيلة بمعاونة بعض أعضاء المجلس.
تولَّى "هيكل" تمثيل مصر في التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية سنة 1945م، كما تولى تمثيلها في كثير من المحافل الدولية، فمثلها رئيسًا لوفد مصر في الأمم المتحدة أكثر من مرة سنة 1946م وما بعدها، وكانت له مواقف محمودة في قضيتي مصر وفلسطين.
شهدت الحياة الفكرية لهيكل العديد من التغيّرات، وكانت القصة أول ميدان يرتاده الدكتور هيكل، فكتب قصته "زَيّنَبْ" وهي أشهر أعماله هيكل الثقافية، وقد تختلف الأقوال حول قيمتها الفنية وجوانبها المختلفة، لكنها تتفق في كونها أول رواية عربية تلتزم بقواعد القصة الفنية. ألفّ العديد من الكتب منها، زَيّنَبْ، حياة مُحَمْد، هكذا خُلِقَت، مذكرات في السياسة المصرية، ولدي، ثورة الأدب، تراجم مصرية وغربية، الشرق الجديد، في منزل الوحي، الفاروق عُمَر.
يجمع كثير من المعاصرين للدكتور محمد حسين هيكل على أنه كان وديع النفس، جم الأدب، يميل إلى الدعابة في مجالسه، حاضر البديهة والمنطق الأدبي السليم، مثالًا للتواضع، لم تغيّر المناصب شيئًا من أخلاقه. وبعد حياة طويلة حافلة تُوفِّي الدكتور هيكل في الثامن من ديسمبر عام 1956م عن عمر ناهز 68 عامًا.
اخبار متعلقه
الهيئة الوطنية تعلن ضوابط الإنفاق على الدعاية الانتخابية للقوائم والفردي
السبت، 18 يوليو 2020 - 02:47 ص
العلاقة بين مجلس الشيوخ ومجلس النواب
الخميس، 16 يوليو 2020 - 09:38 م
المحطات التاريخية الهامة في حياة مجلس الشيوخ المصري
الخميس، 16 يوليو 2020 - 09:10 م
الأكثر مشاهدة
ضياء رشوان: الانتخابات الرئاسية مسار جاد نحو تعددية سياسية حقيقية
الخميس، 07 ديسمبر 2023 05:53 م
الداخلية: إنهاء الاستعدادات لتأمين الانتخابات الرئاسية على مستوى الجمهورية
السبت، 09 ديسمبر 2023 02:35 م
الرئيس السيسي يوجه بالعمل على الانتهاء من المشروعات الجديدة في الإطار الزمني المحدد لها
الإثنين، 11 ديسمبر 2023 01:49 م
